اعطوا الاجير اجره

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )
وهذا حديث رواه أبو يعلى في مسنده من حديث ابي هريرة


وفي سنن ابن ماجه

حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي ثنا وهب بن سعيد

بن عطية السلمي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه

عن عبد الله بن عمر قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( الحديث .... )


وفي المعجم الصغير

حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي بمصر

حدثنا محمد ابن زياد بن زبار الكلبي

حدثنا شرقي بن القطامى ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( الحديث ..... )

لم يروه عن أبي الزبير إلا شرقي ، تفرد به محمد بن زياد


وفي سنن البيهقي

وروي عن محمد بن يزيد بن رفاعة القاضي

عن حفص بن غياث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة

عن أبي هريرة مرفوعاً :

( الحديث ....)


صححه الألباني



لاشك أن هذا الحديث حديث رحمة وهدى وبيان

وحرص من النبي صلى الله عليه وسلم على أجر الأجير

لأنه يعلم صلى الله عليه وسلم بما يعتمل في نفس الأجير

من مشاعر ترد إليه وأحاسيس تبغته

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث لم يأتي عبثا حاشاه

وهو الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى أبدا

إن هو إلا وحي يوحى من لدن حكيم عليم

وهذا الحديث يجب أن يكون منهاجا يسير عليه العالمين

ومقياسا يقيس عليه الناس أمور حياتهم

ذلك أن الأجير أيا كان نوع عمله يكون همه الأول وشغله الشاغل

أجره الذي ينتظر بفارغ الصبر أن يأخذه

وبالتأكيد هو يبني على ماسيحصله من أجر أمورا كثيرة

ومن أجمل مايكون أن يستلم الأجير أجره

حين انتهاءه من عمله الموكل به وقبل أن يجف عرقه

والتشديد على قبل أن يجف عرقه

ذلك أن التعب الذي كان يحس به هذا الأجير أثناء عمله

سيذهب سريعا بمجرد أن يستلم أجرته

والنفس البشرية مجبولة على النسيان حين حدوث أمر مهم ومنتظر

فلو تم تأجيل إعطاء الأجير أجرته بعد الإتهاء من عمله

فسنرى هذا الأجير متعبا نفسيا ومحبطا ومكتئبا

ذلك أنه قد أصيب بخيبة أمل حين تم تأجيل إعطاءه الأجرة

فلن يحس بسعادة حين يأخذ أجرته فيما بعد

لأنه فقد الإحساس بحلاوة هذه الأجرة إثر المماطلة غير المبررة

وما يزعج أكثر أن هناك من لايعطي الأجير أجره نهائيا

ويسوف في إعطاءه الأجر ويماطل حتى إن هذا الأجير

ليصبح معتقدا أنه قد يأس من أخذ أجرته

وهذا بالتأكيد سيسبب أثرا سلبيا في نفس هذا الأجير

فإنه سيكون حانقا على المجتمع الذي ظلمه

وبالتالي هو لن يخلص في عمله مرة أخرى وكذلك سنراه

متوثبا لغدر صاحب العمل وسرقته أيضا وذلك لتعويض مافاته

وتعليل النفس بأخذ حقها بما يراه مناسبا

وهذا إفساد كبير في المجتمع سببه التأخر أو المماطلة

في إعطاء الأجير أجره حين الإنتهاء من عمله

ونرى أمثلة لبعض أنواع الأجراء والمستخدمين

ممن يعمل لمدة ثلاثين يوما وينتظر راتبه بفارغ الصبر

ولا يأخذه لحجج كثيرة لاتنقضي من رب العمل

بل إننا أحيانا نسمع عن أناس لم يتسلموا رواتبهم منذ شهور

وتجدهم يقترض من هذا وهذا لكي يدبر أمور حياته ويصرفها

وهذا لاشك حرام في حق هذا العامل وظلم له كبير

وفرق كبير بين أن يقبض الأجير أجرته حين الإنتهاء من عمله

وحبات العرق لاتزال تتساقط من جبينه فترى السعادة والإبتسامة

مرسومة على شفتيه والرضا يعمر قلبه والسكينة تملأ قلبه

وبين من يعمل ولا يأخذ أجرته فتجده يعيش في حالة نفسية سيئة

وتجده يفكر بأي وسيلة حلالا كانت أم حراما المهم لديه

أن يؤمن نقودا ينفق بها على نفسه وعلى من يعولهم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم